د.حمزة عماد الدين
ليبيا الضحية
عن معتقل ابو سليم و مذبحة ابو سليم
أبو سليم هو معتقل يقع فى احدى ضواحى العاصمة الليبية طرابلس , و قد أفتتح سنة 1984 كمعسكر للشرطة العسكرية , يقع على مساحة 30 هكتارا , ومع إزدياد عدد المعتقلين السياسيين من معتقلى الفكر و الكلمة , تم استخدامه كمعتقل للسجناء السياسيين و العرب .سجن أبو سليم , هو معتقل خاص للسجناء الرأى و المعتقلين السياسيين , غير خاضع لوزارة العدل , بل يتبع بشكل مباشر للأمن الداخلى الليبى . مما يشكل مخالفة قانونية للقانون الليبى بسلطة وزارة العدل على مرافق السجون . و يعد من أكثر السجون تحصينا فى ليبيا .
حدث المذبحة فى فترة تقرب من 3 ساعات متصلة ,حيث إقتحمت قوات خاصة تابعة للنظام الليبى و بدأت بتجميع السجناء فى باحة السجن , و اطلاق الرصاص عليهم , و قُتل معظم السجناء ممن رفضوا التجمع فى باحة السجن بداخل زنازينهم , بإطلاق الرصاص عليهم , كانت المحصلة مقتل 1200 معتقل .
و دفن السجانون مرتكبوا المذبحة السجناء فى مقابر جماعية بعضها فى باحة السجن و محيطة بينما تفرقت الجثث الاخرى فى مقابر جماعية مجهولة , فى ضواحى العاصمة طرابلس .
إعترف النظام الليبى بالمذبحة بعد أكثر من 12 سنة من وقوعها , حيث بدأ الأمر بتسريبات أنباء هذه المذبحة , مما اضطر النظام أن يعترف بها تحت ضغوطات إعلامية من منظمات حقوقية دولية , و بدأ بإبلاغ أهالى الشهداء سنة 2009 .
سرعان ما طالب أهالى المعتقلين السياسيين النظام الليبى بالكشف عن مصير ابنائهم المعتقلين , بداخل السجون الليبيه ,
فحاول النظام الضغط على اهالى الشهداء ليتوقفوا عن المطالبة بحقوق ابنائهم , فقام بعرض مبلغ مالى لاسرة كل معتقل ” كدية ” فى سبيل ان يتوقفوا عن المطالبة بالكشف عن مصير ابنائهم , و بلغ المبلغ المعروض من النظام الليبى 120 الف دينار ليبى , حوالى 98 دولار للاعزب , و 130 الف دينار ليبى حوالى 106 دولار للمتزوج .
كان أن رفض أهالى المعتقلين هذا العرض و بدأوا بالمطالبة القانونية للكشف عن ملابسات مقتل ابنائهم و تمسكوا بمطالبهم بالكشف عن اماكن دفن ابنائهم و معاقبة المسؤولين . فكان أن بدأ تهديد الأهل ليتنازلوا عن مطالبهم , فبدأوا بتنظيم الوقفات الاحتجاجية , بشكل اسبوعى , حتى كانت الوقفات الاخيرة هؤلاء لينضم لهم أهل بنغازى بعد اعتقال النظام لمحامى اهالى شهداء ابو سليم , و تشتعل ثورة 17 فبراير .
أصدرت اللجنة التنسيقية لأهالى شهداء ابو سليم بيانا ” بتاريخ ” 5 – اكتوبر – 2010 ” ترفض فيه الرضوخ لنظام العقيد القذافى و تطالب النظام الليبى بـالاتى :
- كشف حقيقة ما جرى بسجن ابو سليم يومى 28 و 29 يونيو سنة 1996 .
- إصدار شهادة وفاة لكل الشهداء تتضمن , تاريخ و أسباب الوفاة و مكانها .
- الالتزام بمعالجة الأثار الصحية والأضرار النفسية التى تعرضت لها عائلات و أسر المعتقلين .
- تسليم جثامين الشهداء لأهليهم و السماح لهم بدفنهم علانية .
- الكشف عن الجناة المسئولين عن المذبحه , و محاسبتهم قضائيا .
- ان تقوم الدولة ” النظام ” بالإعتذار رسميا عما حدث و عن تكتمها على المذبحة ينقل فى وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و المكتوبه .
- إطلاق سراح جميع أقارب شهداء أبو سليم الذين إعتقلهم النظام على مر السنوات و زج بهم فى السجون و المعتقلات .
كما أكد أهالى الشهداء فى البيان , حقهم فى استمرار قيامهم بالوقفات الإحتجاجية , حتى يلبى النظام هذه المطالب , و يرد لهم حقهم الأدبى و الانسانى , كما يرد للشهداء حقهم الانسانى من تحقيق العدالة و الدفن على وجه لائق و حتى يتم محاسبة جميع المسؤولين .
كانت الوقفات الاحتجاجية و تصعيد الموضوع محليا , و إقليميا و عالميا , هو ما حدث حيث تعنت النظام الليبى و بدأ بالضغط على أهالى الشهداء و تهديدهم و إرهابهم ليتوقفوا عن التصعيد الاعلامى عن طريق الوقفات الإحتجاجية .
ومع استمرار الوقفات الاحتجاجية , حتى تقاطعت مع الدعوة ليوم الغضب الليبى و تم اعتقال المحامى الاستاذ فتحى تربل المحامى المكلف و الموكل من أهالى الشهداء و أخ لأحد شهداء ابو سليم , واطلاق سراحة عندما تظاهر أهالى الشهداء و اعتصموا أمام محكمة بنغازى فتم الافراج عنه يوم 15 – فبراير 2011
و فى المقابل تم اعتقال العديد ممن تضامنوا مع أهالى الشهداء و تعذيبهم , حتى خرج الشارع الليبى فى يوم الغضب فى بنغازى و البيضاء و درنة , الذى وافق أحداث ” مذبحة السفارة ” يوم 17 فبراير .
و فى المقابل تم اعتقال العديد ممن تضامنوا مع أهالى الشهداء و تعذيبهم , حتى خرج الشارع الليبى فى يوم الغضب فى بنغازى و البيضاء و درنة , الذى وافق أحداث ” مذبحة السفارة ” يوم 17 فبراير .
مع بداية أحداث الثورة الليبية , قام النظام الليبى بالإفراج عن 111 معتقل سياسى معظمهم من ” الجماعة الليبية المقاتلة ” و من شرق ليبيا فى سبيل تهدئة الإحتجاجات التى سرعان ما اشتعلت فى بنغازى و المدن الأخرى نتيجة لعنف النظام فى الرد عليها و إستخدامه للمرتزقة و الاسلحة الثقيلة و الرصاص الحى و سقوط العديد من الشهداء .
تعامل النظام بصفاقة و عنف مع مطالب أهالى الشهداء , مما أدى الى تصعيد الامور إعلاميا ليشاركهم أهل بنغازى الإضرابات و الوقفات الإحتجاجية , لتتقاطع مع موعد 17 فبراير ” الذى حدد كذكرى لاحداث السفارة فى بنغازى حيث اطلق حراس السفارة الايطالية الليبين فى بنغازى الرصاص الحى على محتجين ليبين يتظاهرون على خلفية الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه و سلم , حيث سبقته بيومين يوم 15 فبراير , مما حدا بالنظام بالبدء بتجهيز كتيبته الامنية بمعسكر الفضيل فى بنغازى و استدعائة للمرتزقة الذين حشدهم من تشاد قبلها بيومين يوم 15 فبراير مع طلب استدعاء عام فى محاولة لحشد قوات عسكرية و افراغ الشارع من الشباب باستدعائهم الى الجيش مرة أخرى .
ولم يجد هذا نفعا فقد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات لتتحول الى انتفاضة فثورة ليهزم المنتفضون من شباب بنغازى كتيبة القذافى الأمنية العسكرية و ينضم لهم العديد من العكسريين الليبين من الجيش و الشرطة , لتتحول الى ثورة شاملة تستهدف اسقاط نظام معمر القذافى , لتبدأ فظائع أهوال ما ارتكبته كتيبة القذافى الأمنية فى عدة ايام بالتسرب الى وسائل الإعلام و تحرك العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق