بقلم : صحفي من طرابلس
ما حدث من مسرحية بثتها قناة الجماهيرية حول موت عائلة الخويلدي الحميدي ، وهو الحدث الذي أستدعى أن يخرج القذافي شخصياً لرثائهم ، يؤكد أن هذا النظام مستمر في تمجيد الأشخاص على حساب الوطن ، نعم ، فلنحزن جميعناً على موت أفراد من سلالة عائلة الخويلدي المجيدة ، وليصبح قتلاهم رمزاً للوطن ، فجدهم ( الخويلدي الحميدي ) ، هو أحد أفراد القيادة التاريخية لمجلس الثورة ( الإنقلاب ) المجيدة ، هذه الثورة التي لن تكون هناك ثورة لا قبلها ولا بعدها ، فبها بدأ تاريخ ليبيا ، ومنها سينتهي ..
ليس مهماً من مات ، أو من سيموت من أبناء الأسر البسيطة ، ولكن موت هذه السلالة حدث جلل ، أفرحوا يا من تمجدون هذه الشخصيات على حساب الوطن ، لقد قالها قائدكم المتشخصن ، ( سأبني لهذه العائلة أكبر نصب في شمال أفريقيا ) ، لتتبركوا به وتتمسحون به فبدونهم أنتم لا شيء ، وبدونهم هم لا وجود للوطن في أدمغتكم .
بعد هذا الفصل المضحك المبكي ، لخطاب تلفزيوني ما زال مستمر في تمجيد الأشخاص وعبادتهم ، نحلل بجدية خطاب القذافي لرثاء عائلة الخويلدي ، فمن المعروف للجميع أن عائلة الخويلدي هم أكبر الداعمين للطاغية ، وهم العائلة الثانية بعد القذافي من تدير عمليات القتل والدمار في ليبيا ، وإستهداف الناتو لمنزل الخويلدي هو تحول خطير في الأحداث ، ولو صح هذا الإستهداف ، فمعنى ذلك أن أي شخص ما زال يدعم القذافي سيفكر ألف مرة في الإستمرار معه ، فكان خروج القذافي محاولة يائسة ليقول للعصابة الملتفة حوله أنه معهم ، ويعطي لهم بعضاً من التمجيد ، فيمنٌ عليهم بقدر من المجد ، ولا يستأثر به لنفسه ، إنه يبيعهم المجد الزائف الذي يجعلهم يموتون في سبيله ، معتقدين أنهم سيخلدهم التاريخ مثله ، لكن هيهات ، فالوطن هو الشعب ، والشعب سيخلد الأبطال الحقيقيين ، وليس شخصيات منفردة بائسة تعتقد أنها أختزلت ليبيا في نفسها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق