إجمالي مشاهدات الصفحة

الأحد، 29 مايو 2011

الصالحين الرقعي: 42 رقم حذاء وليس فترة حكم

الكاتب : الصالحين الرقعى 

42 عاما هذا الرقم الطويل المخيف فى الاعراف السائدة فى حكم الشعوب واى نوع من الحكم؟؟ حكم بالترهيب والتكميم ولجم الافواه وبتر الاعناق ، ان رسولنا الكريم فى دعوته لهداية البشر لم تستمر دعوته اكثرمن ثلاثة وعشرين عاماً فقط ورغم هذا لم يكن لا زعيماً ولا ملك ملوك بل كان عليه افضل الصلاة والسلام هادياً ومبشراً ونذيراً.. وأتساءل كيف سمحنا لهذا العقيد ان يحكمنا طوال هذه السنين العجاف؟؟؟
لقد افرز العالم المتحضر فى تجاربه الانسانيه خلال عقود الممارسه السياسيه مبدأ تداول السلطه بحيث لا تترك فرصة لحاكم أن يجثم على صدور الناس وأن يبقى فوق رؤوسهم الى ابد الابدين ولايتزحزح عن كرسيه الا من قصره الى قبره لذلك اعتبر مبدأ تداول السلطة نوعا من الردع للحاكمية المطلقة للفرد وباختصار هو نتاج ومكسب انسانى وحضارى لذلك نجد فى الدول التى قطعت شوطا طويلا فى المسيرة الديمقراطية يعتبر الحكم فترة اثنى واربعين عاما أمر ليس مستهجنا فقط بل يعد ضربا من ضروب الخيال والخرافه بل قد يذهب البعض الى اعتباره لعنه أو اسطورة عربية من أساطير السندباد وعلى بابا والأربعين حرامى قد تجدها فى طيات كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع وليست واقعاً معاش فى القرن الحادى والعشرين …. امراً خرافى ولا يصدق..

وبلغة هواة كرة القدم لاتستطيع أن تخبر أحد عن نتيجة مباراة كرة قدم 42 ــ 0 أن يحكم حاكم لمدة اثنى واربعين عاماً كأن تحدث نتيجة كهذه وهذا مالم يحدث قط فى تاريخ مباريات كرة القدم منذ نشأتها حتى ولو احضرنا الف ماردونا والف ميسى ولو تفننت شركات صناعة الاحذية الرياضية فى ابتداع ارقى انواع الاحذيه الرياضيه لانه ببساطة امر غير طبيعى.
وعلى ذكر الاحذيه ذهبت اليوم لاشترى حذاء على مقاسى الـ 42 والشئ بالشئ يذكر فقد كان مقاس حذائى يجسد لى فترة حكم العقيد ولا اخفيكم الحقيقة ان قلت لكم يخيل لى احياناً ان صورته تكاد ترتسم فى حذائى لهذا كنت اتعمد الدوس عليه مرارا وتكرارا كلما هممت أن اضعه فى رجلى بعد ان اتلفت يميناً وشمالاً حتى لاتدركنى عيون البصاصة... تصوروا إلى أى درجة زرع هذا الرجل الخوف فينا وكانت هذه الوسيله المتاحة لى للتنفيس عن حمقى وأزدرائى لهذا النظام كنت ادوسه متقمصا ومسترجعا مشهد {جساس} عندما وقف على جثة قاتل اخيه {كليب} وقال قولته الشهيرة {بوء بشسع نعل كليب} بمعنى ان مقتلك لايساوى الا الخيط الرفيع الذى يربط حذاء كليب ولذلك سرعان ماتمزق وتآكل حذائى وحان وقت رميه واستبداله كما حدث تماما لصاحبنا العقيد دخلت محل الاحذيه بالرويسات وطلبت مقاس رقم 42 تبسم البائع واخبرنى بأنه يعانى من نقص شديد فى هذا المقاس بالذات فهو أكثر الارقام مبيعا ..ويالسخرية الاقدار ربما كان الكثيرون يصنعون صنيعى ويمارسون هوايتهم فى الدوس على احذيتهم من حيث لا ادرى واشتكى البائع من مشكلة الاقدام الكبيرة فمقاساتها نادرة فحمدت الله اننى لم اتعرض يوما لفلقة اللجان الثوريه والحرس الثورى التى كثيرا ماسمعت عنها لربما عندها لن اجد لى حذاء فهى تطيل الاقدام واحيانا كثيرة تقصر الاعمار ولا اخفيكم الحقيقه فقد تذوقت طعم هذه الفلقه فى الصغر عندما كنا على مقاعد الدراسة ولكن شتان بين هذه وتلك فبينما كان استاذى يضربنى ليقول لى أقرأ ولكن اعضاء اللجان الثوريه كانوا يمارسون هوايتهم الساديه بالضرب وهم ينعقون كالغربان {سير ولاتهتم نصفيهم بالدم} وفى حادثة غريبة من نوعها قد لايذكرها الكثير منا وفى احدى موبقات العقيد التى لاتخلو فترة حكمه منها ظهور مفاجى لرسمة حذاء على شاشة التلفزيون الليبى رسمت بخط اليد ولهذه القصة مدلولات كثيرة سوف يكون لنا معها وقفة طويلة فى منشور جديد بعنوان {حذاء الزعيم فى وجهى}.
ونعرج هنا الى حادثة رمى وقذف الرئيس الامريكى بوش بحذاء صحفى العراقى حيث اعتبرها الراى العام فى الغرب حينها بأنها من المواقف المضحكة والطريفة لاختلاف الثقافة السائدة بين الشرق والغرب على العكس عندنا فحينما تقذف احد هنا بحذاء فانك بذلك توجه اليه اهانه ما بعدها اهانه وفى مشهد يثلج الصدور وجه الليبيون الاحرار صلف احذيتهم فى وجه العقيد على شاشات التلفاز العريضة وهو يتحذلق كعادته ويتفلسف وفى انتظارمقبل الايام فى ان يوجه الليبيون أحذيتهم فى وجه من ذبح وقتل وشنق ابناءهم ولكن ليس عبر شاشات التلفاز بل عبر سدة المحاكم للاقتصاص منه ومن ابناءه ومن كل من اجرم وشارك فى التنكيل بهذا الشعب.
42 عاما فترة ليست بالقصيرة من التدمير والتخريب والافساد… ولكن ياسادة لاتقنطوا… فالوقت فى حياة الامم لايقاس بالايام والسنين بل يقاس بنهوضها من كبواتها وقدرتها على استرجاع مافاتها اجعلوا الماضى وحقبة القذافى وراء ظهوركم وانطلقوا لبناء دولتنا الحديثه دولة ليبيا الحرة حيث لامغبون ولامظلوم بصدق وليس شعارا كما كان يرفعه القذافى للاستهلاك المحلى واللعب على مشاعر الناس وانتبهوا ياسادة اليوم نحن نستشرف الجانب المضىْ من الحياة السياسية متجسدا فى دستور وطنى يضم فى ثناياه من بين ما يضم مادة صريحه وواضحة تنص على تحديد فترة الرئاسة ولذلك علينا ان نرجع الامور الى نصابها الحقيقى والارقام الى مواضعها الحقيقية فالارقام الكبيرة لاتصلح الا ان تكون ارقاما لاحذيه ولاتصلح ان تكون فترات رئاسه او زعامه فهل أنتم منتبهون؟؟؟؟؟.... حتى لايتكرر ماحدث وحتى تبقى احذيتنا فى ارجلنا بدلا ان تبقى مسلطة فى وجوهنا وفوق رؤؤسنا !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق