كلمة الشيخ الصادق الغرياني لقناة ليبيا الأحرار
السبت 11 / 6 / 2011 م
في هذه المسألة أريد أن أوجه كلمة إلى كل العاملين مع الثوار ، ابتداءاً من المجلس الوطني الانتقالي والجهات التابعة له واللجان التابعة له والمجالس المحلية والمجالس العسكرية والعاملين في الاغاثة ، عليهم جميعاً أن يتعاونوا ويتآزروا ويتكاتفوا ويجمعوا صفوفهم ويوحّدوا كلمتهم ويعملوا كرجلٍ واحد ، ينبغي لهم أن لا تظهر بينهم خلافات ، عليهم أن يخلصوا العمل لله تبارك وتعالى فإن العمل لا يقبله الله عز وجل إلا إذا كان خالصاً لوجهه الكريم ولا يثيروا النزعات القبلية ولا الجهوية ولا انتماءات فكرية ، ايدولوجية ، في هذه المرحلة هدفهم واحد وعدوهم واحد وكلهم في خندق واحد ، هدفهم الوطن وتحريره ونصرة الحق وإقامة العدل وإماتة الباطل ، بعد ذلك عندما تثبت الأمور سيتميز المحق من المبطل ، والشعب الليبي بطبيعته شعبٌ مسالمٌ متدينٌ يحب الحق ويحب العدل فسينتصر في النهاية من يريد الخير لهذه الأمة ..
لكن عليهم ألا يخونوا دماء الشهداء عليهم أن يكونوا أوفياء لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم وهي أغلى ما يملكون فلا يخذلونهم ، فلا ينبغي أن نكون أسوء خلفٍ لخير سلف فإن الله عز وجل ينتقم منا إن فعلنا ذلك ، لأن هذه سنة الله تعالى في الظالمين لأنه "لَنُهْلِكَنَّ الظالمين وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأرض مِن بَعْدِهِمْ" يسكن الصالحين والأنبياء والمرسلين والصالحين أما الظالمون فسيهلكهم ، فإذا تفرقنا وتشتتنا وصار كل واحد وكل فريق وكل طائفة وكل عرقٍ وكل قبيلة تنافس الأخرى من أجل مجد شخصي أو ظهور أو رفع صيتٍ فهذه هي بداية الفشل وبداية الهزيمة فإن الله عز وجل يقول : "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ" وهذا أبلغ ما يتمناه عدونا منا أن تحدث بيننا انقسامات وخلافات ، فلنحذر الخلاف في هذه المرحلة علينا أن نظهر التسامح ، المطلوب منا جميعاً هو التسامح والعفو والصفح ، وأن لا يعمل احدنا من أجل نفسه ولا شهرته علينا أن ننكر أعمالنا أن ننكر انفسنا فإن العمل في السر أقرب وأفضل من العمل في العلن ، والله عز وجل لا تخفى عليه خافية ولا تغيب عنه غائبة والله تبارك وتعالى يقول : "إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء" ..
بقي كلمة أخرى قلنا الناس الذين هم في مفترق طرق منهم من هم طلبة علم وقد وجهنا لهم الكلام وبينا لهم أن الأحاديث التي يستدلون بها هم يحملونها على غير وجهها وعليهم أن ينصروا الحق إن أرادوا أن يموتوا ميتة حسنة ويعيشون عيشة كريمة ، أما الطائفة الأخرى والتي هي من عامة الناس سواء كانوا في مدن ترهونة او سرت أو بني وليد أو في سبها أو في طرابلس وما حولها من المدن عليهم أن يحزموا أمرهم ويتخذوا موقفاً ينصرون فيه الحق فإن التاريخ لن يرحمهم وهذا هو وقت اتخاذ المواقف عند الأزمة وعند الشدة أما بعد أن ينجلي الأمر وينتظر الإنسان أي كفة ترجح فيميل إليها ، فهذا ليس هو موقف المسلمين ولا موقف المؤمنين وإنما هو موقف المنافقين الذين أخبر الله عنهم بقوله : "الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ" وأقول لهم إن هذه الثورة ثورة سلمية ثورة محبة ثورة عدل ثورة حق ليست هي موجهة ضد سرت ولا ضد بني وليد ولا ضد أي قبيلة مهما كانت ، هي موجهة ضد الباطل ضد الباطل فقط فمن ينصر الحق من الآن فهو مع أهل الحق ومن ينصر الباطل ويموت على الباطل هو يموت في النار ويبوء بخسارة الدنيا والآخرة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق